سرطان الثدي
سرطان الثدي Breast Cancer هو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي، و عادة ما يظهر في القنوات (الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمه) و غدد الحليب. يصيب الرجال والنساء على السواء، ولكن الإصابة لدى الذكور نادرة الحدوث، فمقابل كل إصابة للرجال يوجد 200 إصابة للنساء.
السرطان بشكل عام هو نوع من الأمراض يجعل الخلايا المصابة به تنمو وتتغيير ، وتتضاعف بصورة خارجة عن نطاق السيطرة. و يعطى السرطان مسمى الجزء الذي بدأ منه، فسرطان الثدي يعني عدم انتظام نمو وانتشار الخلايا التي تنشأ في انسجه الثدي. مجموعة الخليا المصابة و التي تنقسم و تتضاعف بسرعة يمكن أن تشكل قطعة أو كتلة من الانسجه الاضافيه. الكتل النسيجية تدعى الاورام. الأورام إما أن تكون سرطانيه (خبيثه) او غير سرطانية (حميد). الاورام الخبيثه تخترق و تدمير انسجه الجسم السليمة. يمكن لبعض الخلايا ضمن الورم أن تنفصل و تنتشر بعيدا إلى اجزاء اخرى من الجسم. انتشار الخلايا من منطقة في الحسم إلى اخرى تسمى انبثاث.
مصطلح سرطان الثدي يشير إلى ورم خبيث تطور من الخلايا في الثدي. الثدي يتألف من نوعين رئيسيين من الانسجه : انسجه غدّية و أنسجة داعمة. الأنسجة الغدية تغلف الغد المنتجة للحليب و قنوات الحليب. بينما الأنسجة الداعمة تتكون من الانسجه الدهنيه والأنسجة الرابطة الليفيه في الثدي. الثدي ايضا يحوي نسيج ليمفاوي ( أنسجة جهاز مناعي تزيل النفايات والسوائل الخلويه).
يعتبر سرطان الثدي من بين أبرز الأمراض المؤدية إلى الوفاة بين الإناث. وقد قدرت عدد حالات الاصابة والوفيات بسبب سرطان الثدي في الولايات المتحدة في 2007 كالتالي:
حالات جديدة : 178480 (الاناث) ؛ 2030 (ذكور)
الوفيات : 40460 (الاناث) ؛ 450 (ذكور)
سرطان الثدي إحصائيا
سرطان الثدي هو ثاني سبب رئيسي لوفيات السرطان في النساء (بعد سرطان الرئه)، وهو السرطان الاكثر شيوعا بين النساء ، باستثناء سرطان الجلد. وفقا لمنظمة الصحة العالمية ، يتم تشخيص أكثر من 1،2 مليون إصابة بسرطان الثدي في جميع انحاء العالم كل سنة واكثر من 500000 يموتون من هذا المرض. قدرت جمعية السرطان الاميركية الكشف عن 180510 حالة جديدة من سرطان الثدي الغازية في عام 2007. و حسب الجمعية ، فقد إنخقض معدل الوفيات المرتبطة بسرطان الثدي باطراد منذ 1990 ، بسبب الكشف المبكر و وجود علاجات افضل. تم توقع حدوث حوالي 40910 حالة وفاة بسبب سرطان الثدي لعام 2007.
عوامل المخاطرة
ان اي عامل يزيد من فرص تطوير مرض ما يسمى عامل مخاطرة/خطر. عوامل الخطر لسرطان الثدي تشمل ما يلي :
العمر:
خطر تطوير سرطان الثدي يزداد مع العمر. الغالبيه العظمى من الاصابات بسرطان الثدي تحدث لدى النساء الاكبر من 50 عام. معظم انواع السرطان تتطور ببطء على مر الزمن ولهذا السبب ، فسرطان الثدي هو الاكثر شيوعا بين النساء المسنات.
العمر عند بدء الحيض
مستويات هورمون الاستروجين لدى الاناث تغيير مع دورة الطمث، النساء اللواتي بدأن أول دورة حيض لهن في سن مبكره جدا قبل سن 12 قد يكن معرضات لزيادة طفيفة في مخاطر الاصابة بسرطان الثدي بسبب تعرضهن للاستروجين بصورة أطول من غيرهن.
العمر عند أول مولود حي
معامل الخطر يتوقف على تشابك عامل العمر عند أول ولادة ناجحة و تاريخ الأسرة مع سرطان الثدي. العلاقة بين هذين العاملين مبينة في الجدول التالي -------------------------------------------------
العمر لدى ولادة عدد الأقارب المصابين
-------------------------
أول طفل 0 1 2أو أكثر
-------------------- -------------------------
20 أو أصغر 1 2.6 6.8
20 - 24 1.2 2.7 5.8
25 - 29 أو لا أطفال 1.5 2.8 4.9
30 أو أكبر 1.9 2.8 4.2
-------------------------------------------------
عدد اقارب الدرجة الاولى (الام ، الاخوات ، والبنات) اللاتي أصبن بسرطان الثدى
إن وجود إصابة أو أكثر لدى اقارب الدرجة الاولى (الام ، الاخوات ، والبنات) يزيد من فرص المرأه ليتطور لديها حالة سرطان الثدي.
عدد الخزعات السابقة التي تم إجراؤها (سواء كانت ايجابية او سلبية) . أو خزعة واحدة على الأقل بنتيجة تضخم كمي شاذ
قد تزداد مخاطر الاصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي إجري لهن خزعات للثدي، وخصوصا اذا ما اظهر التحليل نماذج تضخم كمي شاذة. فالمراه التي لها تاريخ طويل لخزعات ثدي هي في خطر أكبر ليس بسبب الخزعات بل بسبب الداعي الأصلي الذي فرض إجراء الخزعة. الخزعة بحد ذاتها لا تسبب السرطان.
عوامل الخطر الاخرى ، مثل العمر عند الوصول إلى سن اليأس ، كثافه نسيج الثدي على الماموجرام mammogram ، استخدام حبوب منع الحمل او علاجات الهورمونات البديلة ، الأنظمة الغذائية عالية الدهون، الاشعاعات المؤينه، شرب الكحول ، انخفاض النشاط البدني ، والسمنة ، جميعها عوامل مهمة و لكن لا تدرج في العادة لدى تقيم مخاطر سرطان الثدي لعدة أسباب منها عدم وجود ادله قاطعة على كيفية تأثير هذه العوامل ، و عدم تمكن الباحثين من تحديد مدى مساهمة هذه العوامل في حساب المخاطر بالنسبة للمرأة.
يمكن ايضا للطفرات الجينية ان تكون السبب في الإصابة بسرطان الثدي. سرطانات الثدي الوراثية تشكل ما نسبته 5 ٪ إلى 10 ٪ من جميع سرطانات الثدي. يصعب أخذ الميول الوراثيه لمحددات سرطان الثدى ، مثل الطفرات في جينات brca1 او brca2 في الاعتبار لدى تقدير مخاطر سرطان الثدي. إذا أنه ليس من الشائع فحص الطفرات في الجينات brca1 او brca2، خاصة قبل الإصابة بالمرض.
يقوم الباحثون الآن يتطوير ما يعرف بنموذج جايل للتعرف على مدى خطورة و جدية الإصابة بسرطان الثدي.
الوقاية من سرطان الثدي
الوقايه من السرطان هي اجراءات تتخذ لتقليل فرص تطور حالة سرطانية. عن طريق أساليب الوقاية يمكن تقليل عدد الحالات الجديدة من إصابات السرطان ضمن مجموعة سكانية مما يعني خفض عدد الوفيات الناجمة عن السرطان. لمنع تطور حالات سرطانية ينظر العلماء إلى عوامل المخاطر و عوامل الوقايه. ان اي عامل يزيد من فرصتك للاصابة بالسرطان يسمى عامل مخاطرة لاصابة سرطانية ؛ و في المقابل اي عامل يساهم في انخفاض فرصة إصابتك بالسرطان يسمى عامل الوقاية للإصابة السرطانية.
عوامل تم ربطها مع تقليل فرص الإصابة بسرطان الثدي:
التمارين
ممارسة النشاط الرياضي لاكثر من 4 ساعات اسبوعيا يؤدي إلى انخفاض خطر الاصابة بسرطان الثدي.
الحمل المبكر
النساء اللاتي يكمن حملهن الأول قبل سن 20 تنخفض لديهن نسبة الاصابة بسرطان الثدي.
الرضاعة الطبيعة
النساء اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية من الثدي لديهن فرصة أعلى بالبقاء سليمات و عدم الإصابة بسرطان الثدي.
تدخلات إجرائية لها مخاطرها تم ربطها مع تقليل فرص الإصابة بسرطان الثدي:
مغيرات لواقط الإستروجين الإنتقاية (Selective estrogen receptor modulators)
مزايا :استنادا إلى مؤشرات قوية لتاموكسيفاين Tamoxifen و مؤشرات جيدة للرالوكسفاين raloxifene ، فالعلاج بهذه الأدوية يقلل من خطر الأصابة بسرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث. بل أن التاموكسيفاين قلل من خطر الاصابة بسرطان الثدى لدى النساء اللاتي لديهن نسبة مخاطرة عالية جدا قبل سن اليأس. أثر التاموكسيفاين يبقى ظاهرا لعدة سنوات بعد إيقاف العلاج به.
مخاطر : علاج التاموكسيفاين يزيد من خطر سرطان بطانة الرحم، و يزيد من خطر تخثر في الاوعيه الدمويه (جلطه الرئة ، السكتة ، و التخثر الوريدي العميق) ، وماء العين. كثير من هذه المخاطر ، وخصوصا جلطة الرئتين و التخثر الوريدي العميق، تنخفض بعد ايقاف التاموكسيفاين. و استنادا إلى ادله طبية جيدة ، الرالوكسفاين ايضا يزيد من خطر جلطة الرئتين و التخثر الوريدي العميق، ولكنه لا يرتبط بسرطان بطانة الرحم.
مثبطات أنزيم أروماتاس Aromatase inhibitors
أنزيم أروماتاس هو الأنزيم المسؤول عن تحويل الأندروجين إلى أستروجين
مزايا : استنادا إلى ادله جيدة ، تقوم مثبطات أنزيم أروماتاس بالحد من حالات سرطان الثدي الجديدة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث لدى النساء اللاتي سبق لهن الأصابة بسرطان الثدي
مخاطر: مثبطات أنزيم أروماتاس ترتبط بتناقص كثافه العظام المعدنية، وانخفاض وظائف الادراك.
إستئصال الثدي الوقائي مزايا : ازالة الثديين وقائيا يقلل من خطر الاصابة بسرطان الثدي في النساء اللاتي لهن تاريخ عائلي ضخم بالإصابة أو اللاتي أصبن بالسرطان في أحد الثديين.
مخاطر: آثار جسديه ونفسية وتشمل القلق ، والاكتئاب ، و إهتزاز الشخصية ، و تغير جذري في المظهر الخارجي لمنطقة الصدر.
إستئصال المبايض الوقائى أو تذرية المبايض
مزايا:إستئصال المبايض الوقائى لدى المرأه التي تعاني من طفرة في جينة brca المرتبطة بالاصابة بسرطان الثدي يؤدي إلى انخفاض معدل الإصابة بالسرطان. وبالمثل فإستئصال المبايض أو التذرية ترتبط بقوة مع انخفاض معدل الاصابة بسرطان الثدي لدى النساء العاديات او اللاتي تلقوا علاج شعاعي صدري.
مخاطر : الاخصاء يمكن ان يتسبب في ظهور مفاجئ لاعراض سن اليأس مثل ومضات السخونه ، والارق ، والقلق ، والاكتئاب. الاثار طويلة الاجل تشمل انخفاض الشبق الجنسي ، جفاف المهبل ، وانخفضت كثافه العظام المعدنية.
فينريتينايد Fenretinide
مزايا : تناول دواء فينريتينايد عن طريق الفم يقلل خطر الأصابة بعد سن اليأس بسرطان الثدي جديدة لدى النساء اللاتي إصبن سابقا بسرطان ثدي
مخاطر : يرتبط تناول دواء فينريتينايد بدرجات سيئة جدا لتكيف النظر مع العتمة و التغييرات الجلدية، حتى مع وجود 3 ايام إيقاف علاج شهريا. و يجب تجنب العلاج خلال الحمل تجنبا للتشوهات المحتملة للجنين.
انواع سرطان الثدي
يقسم سرطان الثدي بداية إلى نوعين ، سرطان غازي (invasive) ، و سرطان مقيم ( noninvasive - in situ ) ثابت . السرطان المقيم لا ينتقل إلى الأنسجة المحيطة به. تقريبا واحد من كل سبعة سرطانات ثدي هو سرطان مقيم.
سرطان الثدي المقيم إما أن يكون مقيما في القنوات أو يكون مقيما ضمن الفصوص. سرطان القنوات يبدأ في القنوات ( الممرات التي تنقل الحليب ). سرطان الفصوص يبدأ في غدد إنتاج الحليب. سرطان القنوات المقيم يمكن أن يتحول إلى سرطان غازي اذا لم يعالج. أما سرطان الفصوص في أغلب الأحيان لا يتحول إلى غازي ، طبعا يوجد إحتمال تحوله، واحد من كل 3 سرطانات فصوص تتحول إلى سرطانات غازية. بعض الاطباء لا يصنفون سرطان الفصوص كمرض سرطاني.
الفحص المبكر
الفحص الذاتي للثدي: من الضروري جداً للنساء إجراء الفحص الذاتي مرة كل شهر في اليوم السادس أو السابع من الدورة الشهرية وقد يكون ذلك على الأرجح خلال الاستحمام وذلك على النحو التال:
طريقة الفحص الذاتي
الوقوف أمام المرآة وفحص الثديين إذا كان هناك أي شيء غير معتاد ، تورم ، ألم ، إفرازات غير طبيعية..إلخ.
وضع اليدين خلف الرأس والضغط بهما إلى الأمام دون تحريك الرأس أثناء النظر في المرآة.
وضع اليدين على الوسط والانحناء قليلاً مع ضغط الكتفين والمرفقين إلى الأمام.
رفع اليد اليسرى واستخدام اليد اليمنى في فحص الثدي الأيسر من القسم الخارجي وبشكل دائري حتى الحلمة مع التركيز على المنطقة بين الثدي والإبط ومنطقة أسفل الإبط.
الضغط بلطف على الحلمة للتأكد اذا كانت هناك أية إفرازات غير طبيعية.
تكرار نفس الخطوات على الثدي الأيمن.
تعاد الخطوتان السابقتان عند الاستلقاء على الظهر.
العلامات الغير طبيعية
الأعراض التي قد تظهر عند الفحص الذاتي
ورم في موضع معين
تغير في شكل أو حجم الثدي
انخفاض أو نتوآت بالجلد
تغير في لون الجلد
خروج إفرازات خاصة الافرازات الدموية من الحلمة خلال الفحص الذاتي
واذا ظهرت أي من الحالات المذكورة يجب بمراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن لاكتشاف حقيقة العرض والاشراف الطبي.
الصورة الإشعاعية للثدي
يجرى التصوير الإشعاعي لمعاينة الأجزاء الداخلية الغير ظاهرة للثدي.و تؤخذ أول صورة للمرأة عند سن يتراوح بين 35 و39 سنة على فترات تترواح بين مرة كل سنة أو سنتين.
العلاج
ايتم علاج سرطان الثدي - أغلب الأحيان- بعدة طرق في نفس الوقت، فاذا ما تم الاكتشاف المبكر للورم وكان حجمه في حدود 3 سم ، فلا يستلزم العلاج بالتدخل الجراحي باستئصال الثدي ولكن يمكن استئصال الورم ذاته وعلاج باقي الثدي بالأشعة للقضاء على بقية الخلايا التي قد تكون نشطة. أما إذا كان الورم أكبر من ذلك أو كن قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية فيضاف العلاج الكيميائي والهرموني إلى سياق العلاج. ومن الأساليب العلاجية لسرطان الثدي:
التدخل الجراحي:
يعتمد على حجم الورم ومدى انتشار المرض.
العلاج الإشعاعي:
هو علاج موضعي يتم بواسطة استخدام أشعة قوية تقوم بتدمير الخلايا السرطانية لايقاف نشاطها.
العلاج الكيميائي:
وهو علاج شامل يعطى بشكل دوري ويتم بتعاطي عقاقير عن طريق الفم لقتل الخلايا السرطانية.
العلاج الهرموني:
يعمل هذا الأسلوب العلاجي على منع الخلايا السرطانية من تلقي واستقبال الهرمونات الضروية لنموها وهو يتم عن طريق تعاطي عقاقير تغير عمل الهرمونات أو عن طريق إجراء جراحة لاستئصال الأعضاء المنتجة لهذه الهرمونات مثل المبايض.